"الأونروا": سكان غزة ليسوا أمواتاً ولا أحياء بل جثثاً متحركة
"الأونروا": سكان غزة ليسوا أمواتاً ولا أحياء بل جثثاً متحركة
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) أن طفلاً من كل خمسة أطفال في مدينة غزة يعاني من سوء التغذية، في وقت تتزايد فيه الأرقام بشكل ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، نقل المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، الخميس، وصفاً صادماً لأحد زملائه الميدانيين: "سكان غزة ليسوا أمواتاً ولا أحياء… بل جثثاً متحركة"، معتبراً أن ارتفاع معدلات سوء التغذية لدى الأطفال يؤشر إلى تفشي المجاعة «بصمت»، بسبب انعدام الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية.
تسارع مقلق في أعداد ضحايا الجوع
وبحسب لازاريني، فإن معظم الأطفال الذين تستقبلهم فرق الأونروا يعانون من الهزال والضعف الشديد، ما يجعلهم مهدّدين بالموت إذا لم يتلقوا العلاج العاجل، وتشير التقارير إلى وفاة أكثر من مئة شخص جوعاً، معظمهم من الأطفال.
وأكد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن نسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من سوء تغذية حاد في محافظات خان يونس ودير البلح وغزة ارتفعت إلى 9% في تموز يوليو الجاري، بعد أن كانت 6% في حزيران يونيو، و2.4% في فبراير.
كما لفت إلى تسجيل 220 حالة ولادة لأطفال موتى في غزة خلال النصف الأول من العام الجاري.
النظام الإنساني ينهار
أشار المفوض العام للأونروا إلى أن الأزمة لا تطول السكان فقط، بل تمتد حتى إلى من يعملون لإنقاذهم، حيث يعيش العاملون الصحيون في الخطوط الأمامية على وجبة صغيرة في اليوم، غالباً مجرد عدس، وأضاف أن بعضهم يغمى عليه من شدة الجوع أثناء العمل، مؤكداً أنه عندما لا يجد القائمون على الرعاية ما يكفي من الطعام، فإن النظام الإنساني كله ينهار.
كما حذر من أن الأسر في غزة لم تعد قادرة على الصمود، بل تنهار بالفعل تحت وطأة الجوع وفقدان مقومات الحياة.
مأساة تفوق المساعدات
رغم الجهود، تواجه وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها صعوبات هائلة في إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بسبب القيود الإسرائيلية والعوائق البيروقراطية واللوجستية، إضافة إلى استمرار القتال وحوادث النهب وإطلاق النار على طرق القوافل.
وأشار فرحان حق إلى أن عدد محاولات إيصال المساعدات التي تم تسهيلها على الأرض لا تزال أقل من المطلوب بكثير، بينما تنتظر آلاف الشاحنات المحملة بالإمدادات الغذائية والطبية على حدود القطاع.
اليونيسف: يموتون من الجوع أمام العالم
من جهته، شدد المدير الإقليمي لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أدوارد بيجبيدير، على أن الوضع غير مقبول وكان يمكن منعه، داعياً إلى السماح الكامل بدخول المساعدات والوصول دون عوائق للأطفال المحتاجين.
وأوضح أن عدد وفيات الأطفال بسبب سوء التغذية ارتفع بنسبة 54% منذ أبريل.
وأكد أن إنقاذ أرواح الأطفال يتطلب وقفاً فورياً لإطلاق النار، وتدفقاً دائماً للإمدادات الإنسانية والتجارية، وإطلاق سراح الرهائن.
تعيش غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب في أكتوبر تشرين الأول الماضي، إذ يقدر عدد النازحين داخلياً بالملايين وسط تدمير واسع للبنية التحتية ونقص حاد في الغذاء والدواء، وتمنع السلطات الإسرائيلية إدخال مواد أساسية مثل الخيام ومواد الإيواء منذ أكثر من 20 أسبوعاً.
وفي ظل تقليص مساحة الحركة المتاحة للسكان إلى أقل من 12% من مساحة القطاع، تحذر منظمات الإغاثة الدولية من أن المجاعة أصبحت تهدد حياة مئات الآلاف، في وقت ينهار فيه النظام الصحي وتُشلّ فيه جهود الإغاثة بفعل القيود الأمنية والإدارية.